"" الدين الذي حول رعاة الغنم إلى قادة للأمم لم يغير أشكالهم إنما غيّر مضامينهم ""
أحاطت بنا الشكليات والماديات والفتن إحاطة السوار بالمعصم، وغلب حب الظهور عند البعض على جوهر الدين، ورافق ذلك الإعلام العالمي الماجن المضل، فأصبح الدين عبارة عن طقوس وممارسات خالية من الروح والمعني.
فنحن لا نريد ديناً شكلياً يقتل بهجة الدين الحقيقي، لكن نريد ديناً حقيقياً كما أمرنا به النبي صلى الله عليه وسلم . فقد يكون التدين الشكلي المغشوش كما قال الإمام الغزالي أنكى بالأمم من الإلحاد الصارخ.
فالتدين: هو التطبيق الفعلي لما جاء في ديننا الحنيف، بالتسليم لله والتذلل له سبحانه وتعالى.
ولنا عبرة في قصة عمر بن الخطاب عندما سأل عن رجل ما يعرفه أحد الحاضرين، فقال الرجل أنا أعرفه
فقال عمر: لعلّكَ جاره، فالجارُ أعلمُ النّاس بأخلاقِ جيرانه؟ فقال الرّجلُ: لا.
فقال عمر: لعلّكَ صاحبته في سَفرٍ، فالأسفار مكشفة للطباع؟ فقال الرّجلُ: لا.
فقال عمر: لعلّكَ تاجرتَ معه فعاملته بالدّرهمِ والدّينارِ، فالدّرهمُ والدّينار يكشفان معادن الرّجال؟ فقال الرّجلُ: لا.
فقال عمر: لعلّك رأيته في المسجدِ يهزُّ رأسَه قائماً وقاعداً؟ فقال الرّجلُ: أجل.
فقال عمر: اجلسْ فإنّكَ لا تعرفه.
كان عمر بن الخطاب يعرف أن التدين إذا ما أصبح سلوكاً له أثر فهو تدين شكلي لا روح له ولا معنى، فالتعامل مع العباد هو الذي يحكم على تدينك أهو حقيقياً أم شكلياً.
فديننا يريد منا أن نعبد الله سبحانه بمفهوم العبادة الشامل وأن تكون أقوالنا وأفعالنا الظاهرة والباطنة سواء.
تعليقات
إرسال تعليق